کتاب تاریخ الصراع بین عالم المسیحیة وعالم الإسلام من تألیف أندرو هویتکروفت . لقد ناقش هذا الکتاب والذی استغرق أکثر من عشر سنوات لیقوم المؤلف بکتابته بعد رحلات طویلة بین القارات والبلاد قضیة مهمة، وهی قضیة تاریخ الصراع بین عالم المسیحیة وعالم الإسلام وأوضح تاریخ کبیر من الصراع اللفظی والدموی العنیف بینهم. ویعج الکتاب بالعدید من القصص والاحداث التاریخیة ولقد “بدأ من معرکة انتصر فیها أسطول الغرب مجتمعا علی الأسطول العثمانی فی لیبانتو سنة 1517م، مما کشف لنا عن المنهج الذی اتبعه المؤلف فی کتابه، والذی مفاده أنه “لم یحبس نفسه فی إطار التتابع الزمنی الکرونولوجی، وإنما اختار أن یتناول موضوعات متنوعة.. وقد اختار نقاط مناقشة موضوعه علی أسس تاریخیة وجغرافیة فی آن واحد، فبعد أن تعیش مع الکاتب فی مقدمته الطویلة التی صاغها بحس أدبی، تراه یطوف بک فی نجود العلاقات العثمانیة الأوروبیة فی لحظة تاریخیة فارقة، وقد ناقش ذلک بسرد واسع ومطول، وقد کان غرضه أن یبین لقرائه “کیف کانت صورة (الآخر الکافر) فی عیون المسلمین وفی عیون المسیحیین فی القرن السادس عشر من خلال لقطات تصویریة درامیة أبدع فی رسمها وتصویرها، وقد أخذ علیه المترجم أن “ثقافته الغربیة جعلته -فی معظم الأحیان- المیل إلی المعسکر الغربی. کما یقول الکاتب أن التاریخ الذی عرضه فی کتابه، هو المسؤول عن حدوث الاضطرابات الراهنة، حیث یقول إنه لا یمکن وضع حد لعداوات الیوم المعقدة والمربکة ما لم یواجه العالمان هذا الماضی المظلم. والنتیجة الضمنیة التی یلمح إلیها المؤلف عبر أحداث کتابه، أن الصراع لیس بین المسیحیة والاسلام کما هو ظاهر، وإنما هو بین (مناطق نفوذ) قاطنی کل من الجانبین. یستفید القاریء العربی من خلال الکتاب بمعرفة أن الهاجس الأکبر الذی یؤرق الغربیین من الإسلام إنما بسبب یقینهم بأنه الدین القادر علی حشد أتباع کافیین لتهدید عروشهم نفسها. هذا الیقین الذی یفتقر إلیه أتباع الإسلام أنفسهم. وعبر الکتاب یعلم القاریء أن ثمة صدمتان أذهلتا العالم الغربی لدرجة لم تبرح مخیلته قط: الأولی فتح المسلمون لجنوب غرب أوربا (الأندلس). والثانیة بسقوط شرق أوربا وفتح القسطنطینیة (استانبول الآن) علی أیدی العثمانیون، ووقوعهم تحت تهدیدهم اجتیاحهم لأوربا؛ إن استطاعوا. القوة والخشونة التی لاقوها من العثمانیون بالذات، أسقطوها مباشرة علی الاسلام کدین، ومع أفول الدولة العثمانیة، انتقلت الکراهیة تلقائیاً للدین الذی مَثَّلهُ العدو العثمانی الذی قبع علی حدودهم طویلاً؛ الإسلام. کما یقوم الکتاب بشرح کیف انتقل الفزع السابق لدی الأجیال الغربیة، جیل بعد جیل، یورثونه لأبنائهم، وکل هدفهم، الحیلولة دون عودة الماضی الذی أرهقهم وأهانهم، مرة أخری.
كتاب تاريخ الصراع بين عالم المسيحية وعالم الإسلام من تأليف أندرو هويتكروفت . لقد ناقش هذا الكتاب والذي استغرق أكثر من عشر سنوات ليقوم المؤلف بكتابته بعد رحلات طويلة بين القارات والبلاد قضية مهمة، وهي قضية تاريخ الصراع بين عالم المسيحية وعالم الإسلام وأوضح تاريخ كبير من الصراع اللفظي والدموي العنيف بينهم. ويعج الكتاب بالعديد من القصص والاحداث التاريخية ولقد “بدأ من معركة انتصر فيها أسطول الغرب مجتمعا على الأسطول العثماني في ليبانتو سنة 1517م، مما كشف لنا عن المنهج الذي اتبعه المؤلف في كتابه، والذي مفاده أنه “لم يحبس نفسه في إطار التتابع الزمني الكرونولوجي، وإنما اختار أن يتناول موضوعات متنوعة.. وقد اختار نقاط مناقشة موضوعه على أسس تاريخية وجغرافية في آن واحد، فبعد أن تعيش مع الكاتب في مقدمته الطويلة التي صاغها بحس أدبي، تراه يطوف بك في نجود العلاقات العثمانية الأوروبية في لحظة تاريخية فارقة، وقد ناقش ذلك بسرد واسع ومطول، وقد كان غرضه أن يبين لقرائه “كيف كانت صورة (الآخر الكافر) في عيون المسلمين وفي عيون المسيحيين في القرن السادس عشر من خلال لقطات تصويرية درامية أبدع في رسمها وتصويرها، وقد أخذ عليه المترجم أن “ثقافته الغربية جعلته -في معظم الأحيان- الميل إلى المعسكر الغربي. كما يقول الكاتب أن التاريخ الذي عرضه في كتابه، هو المسؤول عن حدوث الاضطرابات الراهنة، حيث يقول إنه لا يمكن وضع حد لعداوات اليوم المعقدة والمربكة ما لم يواجه العالمان هذا الماضي المظلم. والنتيجة الضمنية التي يلمح إليها المؤلف عبر أحداث كتابه، أن الصراع ليس بين المسيحية والاسلام كما هو ظاهر، وإنما هو بين (مناطق نفوذ) قاطني كل من الجانبين. يستفيد القاريء العربي من خلال الكتاب بمعرفة أن الهاجس الأكبر الذي يؤرق الغربيين من الإسلام إنما بسبب يقينهم بأنه الدين القادر على حشد أتباع كافيين لتهديد عروشهم نفسها. هذا اليقين الذي يفتقر إليه أتباع الإسلام أنفسهم. وعبر الكتاب يعلم القاريء أن ثمة صدمتان أذهلتا العالم الغربي لدرجة لم تبرح مخيلته قط: الأولى فتح المسلمون لجنوب غرب أوربا (الأندلس). والثانية بسقوط شرق أوربا وفتح القسطنطينية (استانبول الآن) على أيدي العثمانيون، ووقوعهم تحت تهديدهم اجتياحهم لأوربا؛ إن استطاعوا. القوة والخشونة التي لاقوها من العثمانيون بالذات، أسقطوها مباشرة على الاسلام كدين، ومع أفول الدولة العثمانية، انتقلت الكراهية تلقائياً للدين الذي مَثَّلهُ العدو العثماني الذي قبع على حدودهم طويلاً؛ الإسلام. كما يقوم الكتاب بشرح كيف انتقل الفزع السابق لدى الأجيال الغربية، جيل بعد جيل، يورثونه لأبنائهم، وكل هدفهم، الحيلولة دون عودة الماضي الذي أرهقهم وأهانهم، مرة أخرى.