دانلود کتاب های عربی


  • عنوان : مع المتنبی
  • نویسنده : name
  • انتشارات : المعارف
  • سال چاپ : 2013
  • دسته :

مع المتنبی

نویسنده: name

مع المتنبي

"لا أريد أن أدرس المتنبي"
بهذه العبارة بدأ طه حسين كتابه..
وختمه بهذه العبارة:
"لم أكن جادّا، ولا صاحب بحثٍ ولا تحقيق، إنما كنتُ عابثًا"
لكنه استدرك:
"لم أكد ألقى المتنبي حتى صرفني عن اللهو والعبث واضطرني إلى محاولة البحث والتحقيق"

وهذا ما أدركتُه قبل أن أصل إلى ختام الكتاب، فقد صدَّرَ كتابه بالهجوم على المتنبّي بكل مافيه فقال:
"لعل المتنبي بعيد كل البعيد عن أن يصل إلى مرحلة الحب والإيثار عندي"
"لستُ من المحبين للمتنبي ولا المشغوفين بشخصه وفنّه"

شَرَع المؤلف في الكتاب واضعا نصب عينيه (البيضاوين) أمرين؛ الأول: أن الدراسة تبدو كسيرة ذاتية شعريّة.. أي أنه يفسّر الشعر تفسيرًا تاريخيّا يعتمد على أطوار حياة المتنبي وسنِّهِ وأسفارِه ووضعه السياسي ويفسّر شعره ومستواه الفنّي ودوافعه حسب هذه العوامل..
الثاني: اعتماده منهجًا طالما أحببتُه ولا أعتقد أنني كنتُ سأقرأ لطه حسين لولاه.. منهج التشكيك! (المنهج الديكارتي) الذي يجعل كل نظرية وقصة محل البحث والتمحيص والمراجعة..
بل ربما تجاوز ذلك إلى التشكيك في الدوافع والنوايا وتفسير الشرّاح الأولين، بل وتشعر أحيانًا أنه يخالف لأجل المخالفة! فما يلبث إلا ويسوق حجَجَه ويطرح براهينه..

شكك الرجل في نسب أبي الطيّب وفي مستوى معيشة حياته المبكرة وفي مستوى قصائده الأولى التي أمعن في قدحها حتى أخذتني بالكتاب الظنون!

ومع تقدم الكتاب.. يتفاجأ القارئ أن طه حسين صار أحد المفتونين بهذا الرجل! (أو هكذا فهمت)، وصار يردد مدائحًا من قبيل:
"وما أصلح هذه الأبيات للغناء"
"لا تكاد تجد أفضل من هذا الشعر"
"وهذا من أروع ما قالت العرب"!

هذا هو المتنبي يا أستاذ.. ومن يقاوم المتنبّي؟ وكيف تقاوم سحره وأنت عميد الأدب العربي كما يسموّنك!؟

من قال عن نفسه -صادقا ولا شك-:

"إذا قلتُ قولا.. ردّدَ الدهرُ مُنشِدا"
"وأسمَعَت كلماتي من به صممُ"
"أنام ملء عيوني عن شواردها.. ويسهر الناس جرّاها ويختصموا"
"ودع كلّ قولٍ غير قولي فإنني.. أنا الطائرُ المحكيّ والآخر الصدى"

نعم هو "مالئُ الدنيا وشاغل الناس" أبو الطيب المتنبي.. موسيقيّ الشعراء وشاعر الموسيقيين، الرسام النحّات، شيخٌ بحكمته، وشابٌّ بثوريّتِه، السيكولوجي بأحرف راقصة، والكاهن بسبحة الدرويش.. عفوا.. لنعد إلى طه حسين!

مما أعجبني في الكتاب تلك اللفتات النفسيّة الباهرة التي تحاول تفسير تفاوت مستوى شعر المتنبي في بعص أطوار حياته.. فتجد طه حسين يقول أن المتنبي كان مشغولا بالتفكير في فلان وهو يكتب القصيدة عن فلان الآخر، وكان كاذبا هنا وكان ساذجًا حين رحل إلى هناك وكان يتصنّع الحكمة والفلسفة وليس بحكيم وكان خائنًا لمبادئه هنا..

الخلاصة أن في الكتاب متعة تُطلَب؛ ولذّة تُشتَرى.. واختيارات رجلٍ له باعُهُ في الأدب والنقد.. وإن كنتُ لا أفهم كيف يستغرب شهرةَ بعض الأبيات ويحاول الإقناع بأنها لا تستحق ذلك؛ بينما يبدي إعجابه بأبياتٍ متوسطةٍ لم تُعرَف بفَرادتِها! وما أرى ذلك إلا استعراضًا وتكلّفًا دفَعَه إليه الزخم الأدبي في عصره والتنافس بل والصراع الطاحن بين أدباء ذلك العصر الذهبي في تاريخ مصر (صدر الكتاب حوالي عام 1936م)!

قرأتُ قديمًا أن هناك تفسير خفيٌّ لما يبديه طه حسين من خلافٍ مع المتنبي.. وهو أن المتنبي لما هجا كافور بعدما قصده في مصر ولم يبلّغه ما يريد.. أدخل في هجائه مصرَ وأهلَ مصر! وانتقدهم بأنهم خانعون لهذا الأسود "كافور" .. ومن هنا جاء عدم التوافق بين طه حسين وأبي الطيب..

هل هذا التحليل على صواب؟ الله أعلم! لا أنسى أن طه حسين وجّه ضربة استباقيّة في ثنايا الكتاب ونفى هذا التفسير قبل أن يخرج..

يقع الكتاب في ٣٨١ صفحة وقد صنّفَهُ في خمسة كُتُبٍ جُمَعَت بين غلافين.. لتكون زدًا لمحبّي المتنبي ومحبي عميد الأدب طه حسين..



برای سفارش کتاب، کافی است نام و "کد کتاب" را از طریق پیامک یا تلگرام به شماره 09355621039 ارسال نمایید تا در اولین فرصت با شما تماس حاصل شود.
تبلیغات